الرضا بقضاء الله
دع الأيام تفعل ما تشـــاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي
فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لهـا غطاء
تستر بالسخــاء فكل عيب
يغطيه كمــا قيل السخـاء
ولا تر للأعـــادي قط ذلا
فإن شماتة الأعــداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل
فمــا في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصـه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليك ولا رخــاء
إذا مــا كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا ســـواء
ومن نزلت بساحته المنايــا
فلا أرض تقيه ولا سمـــاء
وأرض الله واسعــة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضـاء
النفسُ تبكي على الدنيا وقد عَلِمــــتْ أن َّالســـلامةَ فيهــــا تــركُ مَا فيها
لا دارَ للمــرءِ بعــــد المـوتِ يسكُنُـها إلاّ التـــي كــان قبـــلَ الموتِ يَبْنِيها
فــــإن بنـاهــا بخيــرٍ طاب مسكنَـــهُ وإن بناهــــا بشــرٍّ خــابَ بانيهـــــا
أموالُنـــا لـــذوي الميـــراث نَجمَعُها ودُورُنـــا لخـرابِ الدهـــر نبنيهــــا
أيــنَ الملــوكَ التـي كـانت مسلطِنــةً حتّى سقــاها بكأس الموت ساقيهـــا
كــم مـن مـدائن في الآفـاق قد بُنيت أمسَت خــرابـاً وأفنى الموتُ أهليها
إنّ المكــــارمَ أخــــلاقٌ مُطهــــــرةٌ الـــدين أوَّلُهـــا والعـــقـــل ثانيهــــا
والعلــمُ ثالثهـــا والحلـــمُ رابعهـــــا والجود خامِسُها والفضــلُ سـادِسُها
والبـــرُّ سابعهــــا والشُكْــرُ ثامنهــا والصبْــرُ تـــاسِعها واللِّينُ باقيهــــا
لا تَرْكُنَنَّ إلــى الدُنيـــا ومـــا فيهـــا فالمــــوتُ لاشــــكَّ يفنينــا ويفنيهـا
واعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنهــا والجـــارُ أحمــدُ والــرحمنُ ناشيهـا
قصورُها ذَهَبٌ والمســكُ طينَتُهـــا والـــزَّعفَرانُ حشيـشٌ نــابتٌ فيهــا