حـوار بـيـن الـحـب والـخـيـانـة
الــــحــب
أهلاً بك يا من يطعن بالمحبة.. ويقسى على الذي يحبه
الــخــيـانـة
أهلاً بمن أغوى الناس بحبه.. وسار الناس على دربه ..
الـــحـــب
فأنا الذي يتمنى الكل أن أكون له .. وأن يسعد بي مع من يحبه..
ويعيش بعالم له وحده .. تملؤه المشاعر الفياضة .. والأحاسيس الرقيقة العذبة..
فمن تكون أنت سوى أنك للناس خدعة ..
الــخــيـانـة
وأنا الذي أبكيت قلوب العامة .. وجلبت لهم ألم المعاناة..
وأسكنتهم في عالم حزين أشبه بزنزانة .. وأزلت البسمة من شفاته..
والفرحة من حياته .. فأنا مثل ماقلت خدعة غرارة ..
يجب الحذر من حرارة ناره .. التي تحرق للحبيب فؤاده ..
الـــحـــب
ما أقساك أيتها الخيانة .. دوماً على حُبي دماره ..
تفرقي بين الحبيبين وبكل جدارة .. فأنتي للحبيب التائه جرارة ..
الــخــيـانـة
أنا دوماً للحبيب إثارة .. للوقوع في فخي وبعدها أجلب له الندامة..
وأجعل قلبه أشبه بالحجارة .. ولا يعرف للحب أي عبارة..
الـــحـــب
نعم أنتي دوماً لقلب الحبيب شرارة .. تشعلي في القلب ناره ..
وتزيلي السعادة من خيالة .. وتسعى وراء كل شيء به خرابه ..
الــخــيـانـة
فأنا أزيد له ألآمه .. وأجعلها سوداءً كالغمامة ..
تكوي قلب الحبيب فتصبح كالرمادة ..
الـــحـــب
مهلاً أيتها الخيانة .. فأنا لقلب الحبيب سعادة ..
أجعل حياته أشبه بالنهر في إستمراره .. والماء في جريانه .. والقلب في دقاته..
الــخــيـانـة
لن يطول الحب أيتها الشمتانة .. فأنا ورائك وأن طال زمانه ..
لن أدعك تدخلي الفرحة في أيامه .. بل سأدمر أحلامه .. وأنهي أفكاره ..
الـــحـــب
لن أدعك تفعلي هذا يا الخيانة .. فسأُبقي للحب عنوانه ..
وللحبيب أسعد أوقاته .. وللحزين شفاؤه وابتهاجه ..
الــخــيـانـة
سوف نرى من سيبقى وبكل إعتزازة ..
ويستوطن في قلب كل حبيب هائم في حبه ..
ومن هو منا الذي سيبقي ومن سيهدم مابناه ..
ومن يخون أم يبقى وبكل وفاءه ..
الــــحـــب
لا تكوني بنفسك فرحه .. فأنا سأكون المنتصرة ..
الــخــيـانـة
ولما أنتِ الآن واثقة؟؟ ..
الــــحـــب
لأن لولاي لم سطرت الروايات قصص الحب والمشاعر المرهفة ..
وما استطاع الشعراء كتابه أجمل القصائد ليبين للحبيب مدى حبه له ..
أما أنتِ فلم يكتب عنك إلا كل ما هو يجلب للقلب حزنه وغمة ..
الــخــيـانـة
ليس الأهم من يكتب بي بل الأهم لدي من يتألم بسبب خيانته ..
ومن يذوق العذاب بفعلة .. من يقترف ندامة كل خطوة خطاها بهذه الطرق الوعرة ..
الــــحـــب
فأنتِ قال عنك سبحانه في كتابة ((إن الله لا يحب الخائنين)) ..
وقال عني ((وجبت محبتي للمتحابين في الله)) ..
الــخــيـانـة
ولكن أنتي للحبيب عذابه .. وللقلب جراحه ..
الـــحــب
بل أنا للحبيب أساس السعادة .. وللقلب مصدر الطمأنينة والراحة ..
الــخــيـانـة
وأنا للئيم أجمل سلاحه.. للانتقام من حبيب غير مخلص لحبيبه ..
الـــحـــب
لا تقولي لي عنك فلا يوجد مايوصفك ولا حتى كلمة ..
ولو كانت كل قصة حب تنتهي بالخيانة لنزف العالم بشدة جراحة ..
الــخــيـانـة
فماذا تكوني أنتِ؟؟
الــــحـــب
أنا كالزهرة الجميلة .. والوفاء قطراته الندية .. والخيانة هي الحذاء البغيض الذي يدوس على هذه الزهرة البهية ..
الــخــيـانـة
أنا لكِ أيها الحب شوكة حادة .. تجرح فيك بقوة ..
وتمزق بك وتمحي الحب من بال جميع الخونة .. بل ويبقي أثر خدشي في قلوب الأحبة ..
الــــحـــب
أما أنا وجميع الأحبة الذين ذاقوا الويل منك فسنقضي على كل رائحة نتنة منك تسبب للقلب موته .. ونمحى كل ذكرى مؤلمه بسبب الخيانة .. ويبقى الحب بين الجميع شعاره .. والخيانة تكون بالحضيض مقامة ..
الــخــيـانـة
أنتِ الآن علي منتصرة .. فأنتي للجميع جذابة .. وللقلوب منتهى السعادة ..
ولكن حذريهم مني فأنا لا أرضى بالإزالة .. فسأبقى وراء كل حبيب سبب فراقه ..
إلا من كان يتصف بوفاءه ..
وبذلك كان الحب بالنهاية من استطاع التغلب على الخيانة ..
وذهب كلاً منهما في طريقه بسلامه ..