ما ظننت أني سأبكيك يا عرفات ، وما ظننت أن اليوم سيأتي لأكون في تيه أمام صورة جثمانك الموشى بعلم دولة فلسطين ، وما ظننت أنك ستوارى الثرى دون أن يدفنوا معك آخر طلقات البندقية ، وما ظننت أني سأعبر على قبرك دون أن أرمي على مرقدك غصن الزيتون
يرحل رمز من رموز النضال
ويغيب رمز من رموز الحكايا
ويتوارى رمز من رموز القضايا
تهتف بك فلسطين أن أكتب فتطيعها وهي الحبيبة المقدسية
أن نختلف مع عرفات فليست هي القضية
نعم ليست قضية هي مخالفة هذا العرفات فقد خالف الكل و وقف ضد الكل هكذا عرفناه قبل وبعد أيلول الأسود ، وهكذا أجبر العرب على استقباله في قاهرة المعز بدرجة الملوك وهم جميعاً له مخالفين معاكسين ...
تشهد بيروت بساحلها وجبلها بأن عرفات هو القضية
القضية التي صمدت في وجه إسرائيل
القضية التي ثبتت بثبات عرفات
القضية هي الدولة والهوية
عرفات هو الدولة والهوية
عرفات هو الحقيقة الفلسطينية الكبرى
ليس لشيء بل لأنه ثبت برغم كل شئ
وعرفات هو عرفات
والقضية هي عرفات
*** *** ***
ذاكرة التاريخ ستذكر عرفات
في يوم جنيف العظيم
عرفات جاءها حاملاً بندقيته وحاملاً غصن الزيتون
عرفات هو الجبل الذي قالها
لا
لعاصمة غير القدس
لا
لإسقاط حق العودة لأرض الزيتون
هذه هي القضية التي رحل عرفات وهي عنه راضية
هذه أم القضايا وإن اختلفنا حد الخصومة مع عرفات
يرحل عرفات عن الدنيا وتودعه الدنيا كلها
ينحني له رئيس فرنسا
تستقبله الملوك والدنيا في أرض مصر
يستقبله شعبه بالدموع والورود حيث مرقده الأخير
هذا هو عرفات قضية السنين كلها
هذا هو عرفات الدنيا كلها تودعه
هذا هو عرفات من لا شيء إلى كل شيء
من ذا يصدق أن عسكر فرنسا يحملونه على كتوفهم
وهو الهارب من حصار الأردن إلى حصار لبنان إلى حصار تونس
وحتى حصار رام الله
هذا هو عرفات قضية القضايا وحكاية تنتهي برحيل أممي
*** *** ***
ولشعوب العالم مع عرفات كلمة
أبو عمار أحبه الناس
وأبو عمار كان شاهدا على مناسبات عدة
ابو عمار في الحزن نعرفه وفي الفرح ندركه
نشعر به في كل الأجواء المحيطة بنا
نراه في دمشق وبيروت وبغداد
نعشق ابتسامته وهو يطل علينا
يرتحل عرفات وقد زرع في قلوبنا البندقية وفي عقولنا غصن الزيتون
يرتحل عرفات وتقطر عليه الدمعات برغم كل الخصومات
*** *** ***
عرفات يرتحل في زمن الغيابات
ذهب صدام وها هو يذهب عرفات
خندق واحد وسيف واحد وعهد واحد
بندقية واحدة
مطلعها من شمسان ومشرقها الجزائر
بندقية واحدة
رصاصتها من بغداد ونارها من القاهرة
بندقية واحدة
قلبها من بيروت وحنينها إلى القدس
رحيل البندقية عزيز بعزة القضية الكبيرة
فلتنم سالماً يا صاحب القضية والبندقية
لن نحمل بعدك غصن زيتون حتى نضع آخر بندقية
ولن نضعها إلا على ساحات الأقصى الشريف
مكبرين مهللين محررين
فلتنم سالماً يا صاحب القضية والبندقية
فأننا نعاهدك بأنها
بندقية
بندقية
بندقية
لكي اسبق الجميع يا سيدي
رحمك الله يا سيد فلسطين